سينما الخيال
العلمى والتيك اواى !
تعتبر صناعة
السينما فى مصر من انجح الصناعات ومن اكثرها ربحاً ورواجا على مر العصور
وان بدأت فى الفتره الاخيره فى التراجع نسبيا نتيجة المستوى
المتردى للدراما المقدمه
والتى تقدم بغرض الربح والانتشار السريع
للوجوه الجديده .
والعجيب والمثير للدهشه ان صناع السينما فى
مصر والقائمين عليها ينفقون ببذخ على هذه الانواع بلا ادنى تردد ...( رغم انهم لو
تابعو الاحصائيات المطروحه عن انواع الافلام السينمائيه المفضله للجمهور) لعرفو اى الانواع التى تستهوي
المشاهد والتى تترك بصمه بأسمهم للتاريخ سواء كشركات انتاج او فنانين ! .
وبسؤال شريحه عريضه من الاجيال الجديده ومرتادى
العالم الافتراضى (الانترنت)
1 - هل لو تم عرض فيلم خيال علمى مصرى هل سيشهد
اقبالا جماهيراً ؟
2 –
وماهوالموضوع الذى سيطرح و يناقشه الفيلم
؟
فكانت الاجابات واحده تقريباً بالتاكيد سينجح
لان طرح افلام الخيال العلمى فى السينما
يعد تغييراً وان المشاهد سيرغب فى رؤية ما سيقدم من جديد وفريد فى هذا
المجال وسط هذا الكم من الافلام التى تعرض
على القنوات الفضائية باستخدام أحدث التقنيات والخدع السينمائيه .
خاصة ً بعد الطفره الكبيره التى يشهدها هذا الادب فى وطننا العربى مع
رواده من الادباء امثال الدكتور/ نبيل
فاروق والدكتور /احمد خالد توفيق والعديد من الاقلام المبدعه الشابه التى تصلح
كتابتها للدراما السينمائية الجادة والتى
اعتقد انها لن تكلف المنتج مبالغ ماليه طائله مثلما ينفق على مثيلاتها هذه الايام من الافلام التقليديه او التجاريه .
برغم
ان افلام الخيال العلمى غنية بالمعلومات ومتوفر بها عنصر التشويق والمفاجاة والحبكة الدرامية وهم من اهم العناصر
الجاذبه للمشاهد !
لكن الامر
بكامله اصبح فى ايدى شركات الانتاج التى تهدف للربح السريع الذى اطلق عليه مجازاً (فن التيك اوى ) !!!.
وانا ارى ان قمة النجاح انك تخرج من الفيلم
وانت سعيد و معتزم على اقتناءه فور ان
يتوفر على سى ديهات مثلا ً لا ان تخرج منه وانت نادم على نقودك ووقتك الذى اهدرته.
فكم
من عمل سينمائى بمجرد ان فرغت من
مشاهدته تنسى محتواه لانه لم يكن مؤثراً كفايه لضعف المحتوى ! او لم يكن معالجاً
لقضية ما .او تفاجأت بمحتواه التافه ...!
قد
يندهش البعض مما اقول لكنى اتحدث بلسان
حال قاعده عريضه من الجمهور الذى يستاء
مما يقدم والذى يسىء لسمعة مصر ولصناعة
السينما فى بلد السبعة الآف سنه !
ونستكمل اجابة السؤال الثانى : عن الموضوع
المتوقع أن يطرح فى فيلم خيال علمى ؟
وجدت الاجابات بتهكم تنحصر فى وحدة البلاد العربيه تحت ولايه واحده وازالة الحدود ! رغم اننى اجد ان
هذا النوع يخرج عن نطاق الخيال لانه وارد
ان يحدث بعد قيام الثورات فى البلاد
العربيه وخريطة الشرق الاوسط الجديد ! .
والمدهش
هنا ايضا انه لم يتطرق اى ممن اجابو على هذا السؤال للبحث العلمى بمعناه المعروف فلا تخيل احدهم اننا سنصمم مثلا انسان آلي مصرى بمكونات مصريه خالصه او ان مصر
ستنجح فى صناعة سفينة فضاء مثلاً لارسال رحلات للفضاء لاستكشاف الكون واسراره ! او ان
مصر سيكون لديها جهاز مخابرات
مصريه علميه كما حدثنا عنها دكتور نبيل فاروق مهمته متابعة ما يتوصل اليه
المنافسين من تقدم علمى والاستعداد له ! او اننا سندخل مجال تعديل الجينات او يدخل
الخيال العلمى فى مجال البناء والزراعه او
اننا سنتوصل مثلا لاختراع سلاح مصرى يجعل الدول تتهافت على علماءها من اجل الحصول
على سر تركيبة هذا السلاح !
ومن وجهة نظرى المتواضعه ارى أن اغلب روايات دكتور نبيل فاروق
ودكتور احمد خالد توفيق تصلح ان تكون افلاماً
عالميه !
ماذا نتنظر وما العائق اذن ؟ لدينا الماده
الخام التى تصلح ان تجسد سينمائياً ولدينا
نجوم شباب لديهم من المؤهلات ما تجعلهم صالحين لهذه الادوار !
وقبل ان نتحدث عن صناعة سينما الخيال العلمى
فى مصر والتى سيندهش البعض مما سوف يذكر لابد ان نتعرف على أدب الخيال العلمى قبل
ان نغوص فى اسرار واغوار هذا العلم الثرى القيم .
الخيال العلمى بالإنجليزية: Science Fiction
هو نوع من الفن الأدبي قوامه التصورات أو الافتراضات العلمية وأثرها على المجتمع
الإنساني أو حتى على كائنات خياليّة. وغالبا ما يكون الإطار الزماني لرواية الخيال
العلمي في المستقبل القريب أو البعيد.أمّا الإطار المكاني فيمكن أن يكون على الأرض
أو على إحدى الكواكب السيّارة أو في أي بقعة من الكون أو حتى في أماكن خيالية
كالأبعاد المتوازية. والرواية العلمية تتميز بما تحفل به من مغامرات تحبس الأنفاس.
********
فى جوله بسيطه فى السينما المصريه وجدت ان مصر عالجت فى عدة افلام عملية نقل الاعضاء كما فى فيلم جري الوحوش 1987
وعمليات تحويل للجنس كما حدث فى فيلم الانسه حنفى
عام 54 وقدمت ايضاً العديد من افلام الفانتازيا مثل فيلم عروسة البحر عام
47 بطولة اسماعيل ياسين الذى تدور احداثه عن صياد فقير وقعت فى شبكته عروسة بحر كانت كلما بكت دموعها تحيل الحجاره الى
ذهب وصار غنياً واصبح كلما احتاج ذهباً
يبكيها وانتهى الفيلم بمفاجأه مدهشه الفيلم فى العموم كقصه رائعه وفيه من القيم ما
نفتقرها هذه الايام فى افلامنا ذات التقنيات والامكانيات العاليه . وفيلم أميرة
الجزيره عام 48 وفيلم وادى القمر عام 43 احب ان انقل لكم قصته لتوضيح شىء بسيط ان من
سبقونا وعاشو فى هذه الحقبه تجرؤا وانتجو
هذا الفيلم ولم تنتابهم مخاوف منتجى هذه
الايام من حيث التكلفه والديكورات او حتى خافو من ردود
الافعال عقب انتاج فيلم الانسه حنفى !
حيث تدور احداث الفيلم الذى يقوم ببطولته الفنان محسن سرحان
عن
اخوين
من هواة المغامرات تقودهم الصدفه لاحدى
الجزر يجدون عليها قبيله تحتفل فى طقوس
بدائيه بدق الطبول التى تصم الاذان اثناء ذلك يستمعون لاستنجاد بالهجه المصريه
صادر من احد الفتيات فتدور مغامرات من اجل انقاذ هذه الفتاه وينجحون فى انقاذها ويفرون الى مصر معها واثناء عقد
زواجها على احد الاخوين يتفاجىء بوجود احد
السحره القادمين من وادى القمر لاستعادة الفتاه !
.
اللافت للنظر ان
السينما فى هذه الفترات تناولت مواضيع شائكه جداً لم يجرؤ منتجى هذه الايام على الخوض فيها رغم الانفتاح الثقافى
الذى نعيش فيه ! لتضاف علامة تعجب اخرى بجوار علامات الاستفهام التى قابلتنى اثناء
كتابة هذا المقال ! وبالعوده للحديث عن سينما الخيال العلمى وجدت بعض المعلومات التى اذهلتنى انا بصفه شخصيه
وهى ان مصر خاضت تجربة صناعة فيلم خيال علمى وكان هذا عام 1959 فيلم بعنوان ( رحله للقمر ) بطولة اسماعيل ياسين حيث ظهر ابطال العمل داخل
صاروخ فضائى وانطلقوا به فى رحله للقمر والمدهش انهم يرتدون
بزات رواد الفضاء طوال الفيلم بشكلها
المعروف حيث تدور الاحداث
عن
صاروخ معد لرحله للقمر يستطيع شاب وعالم
بطريق الصدفه ان يدخلو الصاروخ وان ينطلق بهم ليحط بهم على سطح القمر وهناك
يتقابلون مع شيخ وابنته ويتقرب العالم من ابنة الشيخ وبعد ان يمكثون فتره كبيره على سطح القمر ينوون
العوده بمساعدةالا نسان الالى وفى الارض
يحتشد الالاف لمشاهدة القادمين من الفضاء
!
بهذا
الفيلم رغم بساطة فكرة قصته الا ان مصر
دخلت هذا المجال رغم ان صناعة
السينما وقتها كا نت بدائيه لكن يبدو ان القائمين عليها كانو يهدفون لشىء
اخر الا وهو تخليد اسم مصر فى تاريخ صناعة
هذا النوع من السينما ... وهدف اخر تقديم
نوع جديد من الصناعه واثبات للعالم والذات ان مصر قادره على اقتحام اى مجال وانها ستنجح .
وبعد ذلك اختفى هذا اللون تماماً من السينما
حتى نهاية الثمانينات ليطل علينا نور
الشريف بفيلم قاهر الزمن عام 87
حيث تناول الفيلم السفر عبر الزمن بطريقه
جديده مبتكره جداً عن طريق تجميد
الجسم حيث
حيث
يتوصل طبيب مصرى لطريقه يستطيع فيها تجميد الجسد دون ان تفقد خلاياه حيويتها لعدة سنوات
يكتشف
احد الاطباء اختفاء عدة مرضى من احد
المستشفيات الكبرى ويبلغ عن ذلك
فيقوم
احد الصحفيين بمراقبه للمستشفى والعاملين بها حتى يكتشف
ان احد الاطباء يأخذهم لمنزله عندما يراقبه
ويتسلل للداخل يكتشف امره الطبيب فيجمد
جسده ليختفى هو ايضاً
بعد
غياب الصحفى الذى تربطه علاقه قرابه باحد الاطباء العاملين بالمستشفى يبدأ الطبيب
بالبحث عن سر اختفاء المرضى حتى يكتشف امر زميله ويواجه بشكوكه فيه فيطلعه صديقه
على تجاربه التى ابهرته
لكن
الطبيب يحطم معدات صديقه الطبيه وهو يخبره
ان ما يقوم به حرام ويموت الطبيب
وينتهى الفيلم على ان مستشفيات القاهره فى
القرن الجديد بها اقسام لتجميد الانسان !
الفيلم من تأليف عملاق ادب الخيال العلمى فى مصر نهاد شريف
********
ومسلسل العنكبوت للدكتور مصطفى محمود بطولة
عزت العلايلى عام 87
تدور
الاحداث عن شاب يتصادف ظهوره فى احد القرى
المصريه مع ظهور العديد من حوادث القتل الغريبه التى يختفى فيها رؤس كل
القتلى !
رغم ان الرواية الاصليه تتناول موضوع مختلف
تماماً عن اكتشاف احد الاطباء للغده الصنوبريه وهى جزء ضامر فى جسد الانسان ليكتشف
بعد تنشيطها انه يتنقل بالزمن لبلاد اخرى
ويتحدث لغات اخرى ويتعلم عادات هذه الشعوب بعد ان يدخل فى غيبوبه فتارة يجد نفسه فلاحاً هندياً يتحدث
الهنديه وتارة يسافر للبلاد الافريقيه
ويتحدث لغاتهم اى انه ينتقل بالزمن فى كل مره يدخل فيها الغيبوبه حيث ينتقل من قطر
لاخر فى عدة حقب زمنيه .
لكن الذى اكتشفه الطبيب بعد بدأ هذه التجارب
على نفسه اكتشف ان هذه الغده بتليفها يموت الشخص لينتهى الامر بموته نتيجة تكراره لحقن نفسه بالمصل الخاص
بتنشيط هذه الغده !
وبدأت محاولات جديدة فى عرض انواع من افلام ما وراء الطبيعه
او الظواهر الخارقه وان تم تناولها فى اطار كوميدى مثل فيلم الحاسه السابعه عام 2005
بطولة النجم الشاب احمد الفيشاوى
الذى يسعى فبها البطل للحصول على الحاسه السابعه وهى الاستبصار حتى يحقق حلمه وينتصر على بطل الصين فى رياضه
الكونغوفو التى يعشقها !
وبدأت محاوله جديده تكاد تكون مخاطره من
المنتج عندما قدم افلام رعب مثل فيلم كامب 2007 او احلام حقيقه 2005 لكنها تعد
طفره فى نوعية الماده المقدمه للمشاهد العربى .
ومنذ عام تقريباً أطل علينا احمد مكى فى فيلم ساخر بعنوان سينما على بابا انتاج عام 2011
حيث قام البطل بتجسيد ادوار عالميه لافلام خيال علمى مثل حرب النجوم والكواكب والفضاء
فى سابقه الاولى من نوعها من حيث الديكوارات
والاكسوارات والازياء التى ارتداها ابطال العمل ليفتح الطريق امام مجال جديد فى
صناعة السينما بعد الرواج الذى لاقاه
الفيلم ويظل السؤال : هل سنرى فى يوم من
الايام فيلم خيال علمى مصرى عربى مع وجود
كل التقدم والخدع السينمائيه والتقدم الملحوظ الذى تشهده صناعة السينما هذه الايام
ام سنظل حبيسين الادوار التقليديه
والافلام التجاريه ؟
اعتقد اننا سنترك هذا السؤال للايام القادمه
بانتظار ان نشهد طفره حقيقه فى سينما الخيال العلمى المصريه .
أمل زيادة