الاثنين، 21 مايو 2012

هادم الخوف


هادم الخوف


كلنا نشأنا وتفتحت عيوننا على القصص التى يرويها الاباء والمقربين  الشىء الملحوظ ان هناك دائماً  قصه مرعبه لابد ان يقصها علينا احدهم
لست ادرى لماذا يحرص الاهل على ذكرها لنا  هل لتوسيع مداركنا وقدرتنا على التخيل  ام لبث الخوف  كشعور انسانى فى الطفل  كى ينشأ خائفاً من المجهول  ويظل  فى حالة احتياج دائم للامان وهذا لا يجده الا فى حضرة الاهل  !
انا ارى ان هذا تصرف  ينم عن انانيه مفرطه من الاهل
من خلال ما سبق اعتقد انكم استنبطتم عما سيكون حديثنا ؟
سأتحدث معكم عن المجهول ونحاول معاً كشف اغواره واسراره ومسبباته
 الخوف هذا الشعور الانسانى  العجيب قد نجد  البعض يخاف من الظلام او  الاماكن المغلقه او الاماكن المرتفعه .... او يخاف من بعض الحيوانات .........
او من الصوت العالي  ........ ما اتحدث عنه الخوف المرضي ...... 
والسؤال هل  لو كنت اعانى مما سبق ذكره هل انا مريض  او عندى خلفية مرضيه عائليه او استعداد وراثى او  بلايحاء والاستعداد النفسى اصاب بهذا  الخوف اياً كانت مسبباته ، وهناك خوف آخر من المجهول وعلاقته بالاشباح  وعالم الارواح والجان .....
الطبيعى اننا كشعوب  عربيه  نعلم ان الروح  بمجرد مفارقتها للجسد تصعد لبارئها
لذا ما هو مبرر عودتها للارض مرة اخرى ..
وهذا يقودنا لنقطه هامه جداً هل الروح  تختلف عن الشبح واذا كانت تختلف ما هو تعريف الشبح  علمياً ....
وبماذا نفسر  ظهور بعض الاموات بعد موتهم هل ماظهر هو شبحهم ام ارواحهم ... ام جان متجسد فى هيئتهم .... العديد من الاسئله التى قد لا نجد لها تفسير علمى مقنع ونحن فى بداية الالفيه الثالثه  رغم كل ما توصلنا اليه من تقدم علمى وتقنى ..!
لماذا نخاف من الاموات والمقابر  والمناطق المهجوره  ... لماذا  يقول البعض ان هناك مخلوقات تتعايش معنا  تحت مسمى عمار المكان واذا كان العمار سلميين يعيش اهل البيت فى سلام واذا كانو العكس يذيقيهم العمار الاهوال
دائما امى كانت تقول ان كل قتيل على رأسه قنديل  اعتقد ان هذه المقوله تطورت بشكل ما  ليحل محلها جمله متداوله لها نفس المعنى وهى انه ليس هناك جريمه كامله ( بمعنى  ان المغدور او المقتول  لا يهدأ فى مقبرته الا بعد  ان يكتشف من تسبب فى قتله غدراً !
والآن سأقص لكم قصص رواه لى مقربين واهل ثقه  مثلا كان امام مسجد متوجه لفتح المسجد كى يجهزه استعداداً لصلاة الفجر واستقبال المصليين بمجرد ما فتح المسجد ودخل كى يضىء مصابيحه فوجىء بوجود دجاجه ظهرت من العدم داخل المسجد تركض هنا وهناك اخذ يركض خلفها  كى يخرجها من المسجد بمجرد ما خرجت من باب المسجد اختفت  ظل لحظه  يفرك فى عينيه محاولاً البحث عنه او استيعاب الامر ...!
وهناك قصة النداهه المشهوره حيث يروى الكل تقريباً ان  هناك شخص يأتى فى وقت معين من الليل وينادى على فرد من العائله بصوت مألوف او قريب منهم ويجرى معهم حوار يحثهم على ضرورة مغادرة المنزل لامر هام
عندما تأتى  او يأتى  لا يجرؤ احد على الخروج من منزله لان المتعارف عليه ان من يستجب لنداءها لا يعود ابداً او يعثر عليه ميتاً !
وهناك جنية البحر او الترعه حيث يقولون ان البحر او الترعه لها جان يسكنها ولا يهدأ لو اخذ عريس او عروسه ....!
ارى ان الامر بدأ يخرج عن كونه اسطورة مخيفه متوارثه فقط
فمثلا النداهه بلغة  العصر اجدها  طريقه فطريه من اختراع الاهل لحث اولادهم على عدم مغادرة المنزل لاوقات متأخره حيث تكثر الحيوانات البريه والزواحف فى المناطق الزراعيه والصحروايه  اى بمعنى اصح ممكن جداً تكون اختراع امهاتى
حتى تخيف الابناء من الخروج ليلاً !
وجنية البحر ما هى الا اسطوره اخرى  وحوادث الغرق تحدث فى كل بقاع العالم ولسباحيين  مخضرمين  ايضاً اذن الامر لا يتخطى كونه قضاء وقدر !
بالنسبه لحادثه المسجد ممكن جدا ً امام المسجد بمجرد ان دخل المسجد  دخلت من اى جانب  للمسجد الدجاجه  خاصة ان الواقعه كانت فى احدى القرى اما  كيف اختفت  فهذا ايضاً له تفسيره  الواقعى المنطقى ان هذا الشيخ طاعن فى السن  ويجوز انها اختفت تحت اى شىء او فى  احدى الطرق وهو لم يستوعب الامر او ربما لان الخوف سيطر عليه بمجرد ان رآها !
وعلى لسان احد الكتاب قال : كنت فى زيارة للاهل فى قريتنا واثناء سهرنا امام المنزل وتخطى الوقت منتصف الليل بساعات وكنا بصحبة بعض الاصدقاء من اهل القريه فجأه وجدت سيده تحمل على رأسها مصباح ( لمبة جاز ) وهى تسير جيئه وذهاباً  ..  الاول لم اكن انتبه لها  لكنى تذكرت ان الوقت متأخر جداً على خروج سيده فى هذا الوقت فقال لصديقه  من تكون هذه ؟ التفتت صديقه حيث يشير  ثم قال له بجديه يفضل ان تدخلو منزلكم وان ننصرف !
وفى اليوم التالى حدثه صديقه قائلاً هذه السيده  ماتت محروقه فى منزلها منذ عام ومن وقتها وهى تظهر  هكذا كل حين !
ويحضرنى قصه كان قد حكاها لى الوالد عن ابو شعله !
حيث كان يقول كنت العب انا واصدقائى  فى مئذنة  المسجد  وكنا نصعد فوقها  انا واصدقائى كل فجر فى رمضان   وجدنا شعله تسير بين المزارع !
 لذا كانو لا يجرؤن على دخول الحقول ليلاً ...
وهناك من يقول ان فولان قد مات منذ اسابيع ورغم ذلك  يجدوه يسير بينهم فى شوارع البلده !
وهناك قصه عجيبه اخرى عن  عثور شيخ على شاب  فى حاله يرثى لها اخذه  واعتنى به لعدة ايام وبعد عدة ايام  زاره صديق له  وجد الشاب عند الشيخ  فهرع خارجاً بذعر بمجرد ان رأى الشاب ...!
وبعد عدة ايام اتصل   به الشيخ يستفسر غما اصابه فقال له : ان هذا الشاب احد ابناء  قريته ومات فى حادث سياره ... وقتها التفتت الشيخ للشاب وجده اختفى تماماً ....!
البعض يقول ان هذا قرين او جان تجسد فى صورة الشاب لكن السؤال  لماذا؟
لماذا يتجسد فى   اى صوره  هل كان يريد ابلاغ اهل الشاب رسالة ما !
واذا كان هذا هو الهدف  لماذا يختار شخصيات بعينها لتجسيدها ؟
لماذا لم يتوجه لاهل الميت مباشرة ً ؟
العديد من الاسئله التى قد تطرأ فى ذهن القارىء  ولا نجد لها تفسير منطقى ...!

هناك معلومه  لست ادرى مدى مصداقيتها  من عدمه وهى ان الجان لو تجسد فى صورة وامسته فى هذه الصورة يظل عليها الى الابد !
وان القطه السوداء او الكلب الاسود ماهو الا كائن خرافى او جان فى هذه  الهيئه ولابد ان لا نفزع من رؤيته وانما نصرفه بلطف !
السؤال المنطقى لماذا يتجسد الجان فى اى صورة كان اذا كان بمقدورة التنقل بحريه وهو غير مرئى ؟
لماذا يتجسد فى اى شكل ..هل بدافع التسليه ام بث الذعر فى النفس البشريه !
وقصه اخرى حدثت معى فور انتقالنا لمنطقه سكنيه نائيه قليلة السكان كنت فى شرفة منزلى اذاكر لوقت متأخر فجأه على  الجهه المقابله وجدت رجل يتكىء على شجرة موز  فى حديقه مقابله لمنزلنا وهو بدون رأس  كان الوقت تعدى المنتصف ليل بكثير خفت كثيراً وذهبت لاخبر اخى  فجاء وبعد ان رآه  اخبرنى انه سبق وان رآه وظن ان عينيه خانته او انه  يتخيل ذلك !!!
اخذ هذا الظل يتنقل بين الاشجار  وتملكنا الخوف بالتأكيد !!!
فى اليوم التالى كان اول شىء هو اننا سألنا سكان العقار عن هذا الامر فعلمنا ان هناك ساكن  سقط من شرفة منزله فى الطابق السادس وسقط صريعاً لانه سقط على رأسه لكن العجيب بالفعل انه منذ هذا الوقت ولم يظهر هذا الرجل مرة اخرى السؤال الذى يطرح نفسه .. لماذا ظهر وماذا كان يريد ؟   لولا ظهوره لما علمنا ان هناك ساكن سقط من شرفة منزله ... !!!!
أمر آخر مثير للدهشه لماذا نخاف من الموتى والمقابر  رغم ان هناك عائلات بأكملها تسكن المقابر وتمارس حياتها بشكل طبيعى  ...
وانا اعرف ان هناك اسره واحده تسكن منطقة مقابر فى طريق السويس لانهم مسؤلين عن الدفن  فى هذه  المنطقه كيف يعيشون هناك وكيف لا يشعرون بالخوف ،  ترى  كيف  يتعايشون مع هؤلاء العوالم الغير مرئيه !
اللهم الا اذا  كان الخوف والاشباح من صنع الانسان !!!!
اعلم ان هناك ممالك للجان وان منهم الصالح والطالح والمؤمن والكافر لكن اكيد  مكانهم ليس هنا ولا فى الاماكن المأهوله بالسكان مثلاً
واعلم انه بمجرد ان يدخل الانسان اى مكان يهاجر الجان منه  اذا ماهو المبرر من  الظهورفى اى صوره او ماهو الهدف من اخافة البشر ؟
وهناك العديد من الامور التى نسمعها كل يوم عن منزل تصدر منه اصوات صراخ طوال الليل !
وآخر تنشب به حرائق تأتى على كل ما به  دون تفسير او سبب واضح ؟
ما الذى اغضبهم الى هذا الحد ؟ هل الانسان هو من اعتدى عليهم ام انهم من اعتدو على الانسان ؟
لماذا يتمسكون بالمنزل هذا او ذاك ما الشىء المميز به ولا يوجد فى المنازل الاخرى ؟!
العديد من الاسئله المنطقيه التى قد لانجد لها تفسير عقلانى مقنع !
وهناك نوع اخر من المعتقدات بين بنى البشر كل من لم يكن الحظ حليفه فى العمل او الزواج يعزي ذلك الى الجان !
اصبح الانسان الكسول الفاشل يلقى بكل فشله  وسلبيات حياته على المجهول والجان دون الالتفات  لسبب المشكله  الاصلى او دون  بذل  ادنى محاوله لمعالجة اوجه القصور فى حياته

مما سبق استطيع ان  اجزم ان الخوف او الخلفيه التراثيه الفقيره للمعلومات هى السبب فى حالة الخوف التى تتنتابنا عند الحديث عن الجان او  هى الفطره وغريزه بشريه وهى الخوف من المجهول على اعتبار اننا كبشر لم يسبق لنا ورؤية هذه العوالم رصيدنا من معلومات عنها يعود لما روى لنا وما قاله السلف لنا وكلها مرتبطه بحاله من الخوف
بالفعل هناك  ظواهر تحتاج لهدم جدار الخوف ...وهذا لا يحدث الا بوجود تفسير منطقى للامر .
فمثلا ً اذا ما بدأنا الحديث عن  الجان وما يثيره من خوف فى النفس وما يتعلق به من حكايات مخيفه مرعبه قد لا  نلقي بالا بها لاول وهله
لكن بمجرد خلونا بنفسنا نجد اننا نستعيد كل ماقيل ويبدأ الخوف بالتسلل لداخل انفسنا  تلقائياً
لدرجة ان نتخيل بأن هناك من يراقبنا  او يقف بجانبنا وبمجرد ان نلتفت اليه يختفى
او ان نبدأ فى سماع اصوات   غريبه حتى لو كانت  اصوات  هواء تمر فى مواسير المياه ...!
وهناك امر آخر  مثير للتعجب والاندهاش هو فى الواقع تساؤل : هل حقاً من مات غدراً تظل روحه هائمه على وجه الارض حتى يتم القبض على المذنب فتستقر عند بارئها !
هل من يفقد الوعى لحظات ويرى نفسه فى حديقة غناء او مكان جميل كله سكينه او يرى طريق ابيض  ... هل روحه فارقت جسده  لحظات !
هل النائمتظل روحه معلقه بين الارض والسماء وتظل وال الليل تتجول فى كل مكان قبل ان تعود للجسد مرة اخرى وهذا ما يبرر اننا عندما نمر فى اماكن  معينه نشعر اننا كنا هنا من قبل او ان هذا او ذاك  وجهه مألوف لنا ....!
هل تقابلت ارواحنا قبل اجسادنا ..!
بعد كل ماسبق لابد ان يكون هناك حل للقضاء على الخوف ..
لو طبقنا نظرية ان الجسد البشرى يفرز هرمون يستطيع الحيوان ان يميز ان  هذا الانسان خائف وبناء عليه  تقرر ان تهجم عليه لتفترسه ..
وللسيطره على هذه الحاله نضغط برفق على اللسان لمنع  تسرب رائحة الخوف وانتشارها ...!
ماذا لو طبقنا  هذه الطريقه على الخوف الغير مبرر من المجهول ترى هل  ستفيد !!!!!


ورغم كل ما سبق  لايزال هناك العديد من الامور الغامضه  التى  ينفرد بها عالم الارواح  لانه عالم ملىء بلاسرار ...!
امل زياده
21 مايو 2012





هناك 9 تعليقات:

richardCatheart يقول...

ههههههههههه مرررررررررعب هههههه بالنسبه ليا على الاقل بس ممتع ساسبنس اسلوبك سهل وشيق جميل تحياتى

Bent Men ElZman Da !! يقول...

بحب النوع ده من الكتابات وما وراء الطبيعه
دايماً مهما حاولنا نفهم هيفضل فى تساؤلات مالهاش اجابه
تسلم ايدك :)

أسماء علي يقول...

حلو البوست ..
الجو فيه بيشد
تحياتي

zeze يقول...

حلو البوست نوع جديد مقريتش زيه قبل كدا
بس انت اسمك امل ولا وسام ههههه
بارك الله فيكي

Unknown يقول...

richardCatheart

وانا كمان بميل لمثل هده الاشياء والخوض فى المجهول شكرا لمرورك الكريم

Unknown يقول...

Bent Men ElZman Da !!

اعدك بتقديم كل ماهو جديد رغم انى كنت خايفه ان النوع ده من الكتابات لا تجدب القراء لان اغلب المدونينين بيميلو للواقع والرومانسيه شكرا لمرورك الغالى

Unknown يقول...

اسماء على

اشكرك جزيلا على مرورك العطر وسعيده انه عجبك

Unknown يقول...

zeze

شكرا ً على تشريفك للموضوع وبالنسبه للاسم انا اسمى امل زياده بس وسام اسم اخر لى على العالم الافتراضى اعتز جدا به ^_^

yasser يقول...

مقال رائع خاصة وأنا أقرأه ويصحبني في ذلك صمت الموجودات والمقابر يفصلني عنها شارع واحد والبحر يفصلني عنه 300 متر فقط والظلام يعتنق البحر والمقابر