السبت، 3 نوفمبر 2012

ثمن الحرية




لا يقدر ثمن الحرية الا من سلبت منه ...
والاصعب ان تسلب منك دون سبب واضح هذا ما حدث بالضبط مع الناشط السياسي
البير صابر 
البير صابر من اشهر منظمي الوقفات الاحتجاجية فى مصر فى عهد المخلوع فى وقت كانت  اجهزة الامن كانت  تطحن من يقول لا
وبالرغم من ذلك لم يتراجع
البير صابر كان مشارك وبقوة فى كل ما مر به الوطن اثناء الثورة وما تلاها اثناء الفترة الانتقالية  وهو من اوائل الاشخاص التى وقفت ضد المجلس العسكري
وانتقده ونادى برحيله
واول من صمد امام هجمات الامن الشرسة ايام المخلوع وايام الثورة الاولى اى انه لا يستطيع احد ان يزايد على وطنيته

 البير صابر شخص واسع الافق  مثقف لديه حلول جذرية لكل ما يمر به المجتمع من مشكلات
وله اراء جريئة بشأن بعض السياسين حتى انه لم يكن يستبعد ان موضوع جنسية  والدة ابو اسماعيل ما هو الا حجه  لابعاده من مارثون الرياسة
 نظراً لاحتكاكه بالسياسيين ومعرفته كيف انها لعبة قذرة ومباح فيها الضرب فى اى منطقة
واكد لى ذات مرة ان البرادعي على سبيل المثال كان  هو من اشد المعجبين به والمؤيدين لدرجة انه كان المسؤل عن تجميع التوقيعات لصالح حملته
وتراجع عن ذلك عندما وجده لم يهتم بل لم يعر الامر ادنى اهتمام  وكان مسافراً طيلة جمع التوقيعات مما  جعله يفقد مصداقيته وتتراجع شعبيته بسبب تصرفاته تلك
اذن البير صابر شخص محايد له عقل كبير ويستطيع بسهولة القراءة بين السطور .
وفجأه ابتعد عن السياسة عندما وجد الكل يتاجر بالوطن ويتشدق بالوطنية
سواء افراد او احزاب لدرجة انه فكر ان يشكر المجلس العسكري على حفاظه على الوطن طوال السنة والنصف بل اكد انهم قد يكونو اكثر الناس وطنية على الساحه وقتها
وهنا قرر الابتعاد فترة عن العالم الافتراضى
وعاد بعد عدة اشهر وهو يفكر فى عقد مقارنة بين الاديان  وهو المجال الذى يحبه
وانتقد الاديان كلها بطريقة لاذعه وساخرة من منطلق اننا شعوب عانت كثيراً من القهر والكبت وفرض القيود على الحريات الشخصية وبعد الثورة الوضع تغير .
ودائماً المثقفين نوعان نوع يستطيع السيطرة على جموح الروح والعقل  ونوع يفقد السيطرة ويحلق عالياً من فرط ما توصل اليه من علم والامثله كثيرة جداً من مثقفين مشهورين مثل الدكتور مصطفى محمود وفرج فودة وغيرهم
ولم نرى احد يتعرض لهم لان حرية الاعتقاد علاقه شخصيه بينى وبين الخالق ولا شأن لمخلوق فيها
تم القبض عليه منذ ما يقارب الشهرين بتهمة ازدراء الاديان وبسبب نشره للفيلم المسىء للرسول الكريم
السؤال  الذى يطرح نفسه  وبقوة
هل البير صابر الوحيد الذى نشر الفيلم المسىء على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
؟
انا شخصياً لى العديد من الاصدقاء نشروه على حسابهم
وسبقهم للترويج للفيلم بعض الدعاة الذين نحن منهم براء
وبعد القبض على البير صابر تعالت النداءات والمطالبات بالقبض على هؤلاء الدعاة ومحاسبتهم
وان كنت اشك انهم يلاقون نفس معاملة البير المتعسفه فى السجن فى طرة واشك اساساً ان كانو من نزلاء طره او اى سجن من الاساس .
انا شخصياً ارى ان ما تم مع البير صابر ما هو الا تصفية حسابات لا اكثر  وتعصب من اهالى المنطقة التى يسكن بها  والذين يشكلون اغلبية عظمى من الشعب المصري الان والذين هم تابعين للحزب الحاكم
اذن تخلصنا من بلطجية الوطنى لنجد ميلشيات الاخوان
بلطجه من نوع جديد نوع لا يتفاهم الا بالتهديد والوعيد واهانة الكبير والصغير
قد يتعجب البعض من هذا المقال بل قد يشكك اساساً فى ديانيتى
لكني اعلنها امام الجميع اننى اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله
لكن مع الاسف هذا هو الواقع والوضع فى مصرنا الان
التخوين والتشكيك والقاء التهم جزافاً والمتاجرة بالدين
اعترف ان البير احد اصدقائى على الفيس بوك كنت اتضايق كثيراً مما ينشر او يكتب ولكنى اعتقد ان الهداية بيد الله  خالق البشر وليست بيد سواه
اليس هو من قال  بسم الله الرحمن الرحيم (انك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء ) صدق الله العظيم
اذن البير صابر حر فى اعتناق اى ديانة او حتى لم يعتنق
مادام لم يؤذ غيره او يتطاول عليه
من يتضايق مما يكتب فاليحذفه من قائمة اصدقائه او  يتجاهل  ما يكتب وانما اجد الامر عكس ذلك  يدخلون معه فى حوارات يرد هو عليهم بحكمة ومحاولة لتوصيل وجهة نظرة مقابل سباب وتطاول ممن يدافعون عن الاديان وهذا بالطبع لا يفيد الدين فى شىء وانما يؤكد لهم معتقداتهم
لانهم نجحوا فى ان يظهروا من يدافع عن الدين بصورة الهمجي الذى يردد ما حفظة ولا يرد بطريقة علميه كنت ارى كل ما يدور من نقاشات واتعجب اشد العجب مما يقال .
واعتقد ان الاولى ان تغلق او تحجب كل الصفحات التى تمس الاديان على مواقع التواصل الاجتماعي اسوة بما فعلوة مع البير ام ان البير فقط هو من ازدرى الاديان !
نقطة اخيرة ما الاجراء الرسمى الذى اتخذته الدولة المصريه المسلمه تجاه الفيلم المسىء ؟
اليس التجاهل ؟
اليس هذا كيل بمكياليين ؟
اذا كان البير اخطأ بنشر الفيلم المسىء   اين  موقف الدول الاسلامية  الذين يطالبون بتطبيق الشريعه الاسلاميه فى مصر وكاننا كفرة  وهم فقط المؤمنين واين جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من هذه الاساءة؟
هل هناك منكر  اكثر من الاساءة للرسول الكريم
ام انها لا تعد اساءة لانها آتية من الراعي الرسمى لهم  !
واذا جاءت من شخص من الاف الاشخاص  ستكون سببا فى الفتنه الطائفيه وتفكيك المجتمع لذا لابد من اتخاذ قرار حاسم بشأنهم
لا والتعسف ايضاً  فى استخدام القوة اثناء القبض عليه  بحجة انه يهدد الامن القومي ويزدري الاديان
انما ماما امريكيا فالامر مختلف  تماماً
لانه حلال حلال حلال طالما لا يخالف شرع الاخوان !


ليست هناك تعليقات: